هذه ليست أحجية، بل حقيقة واقعة. دي سلفا يدين كيان
العدوّ بارتكاب جريمة إبادة الجماعة الفلسطينيّة في غزّة، ويطرد السفير
الاسرائيليّ من بلاده، وسامح شكري يهاجم حماس ومن يمدّها بالإمكانيّات. فمن هو
العربيّ الخقيقيّ ومن هو غير العربيّ؟ مصر أضطرّت إلى توقيع اتّفاقيّات كمب دايفد الاستسلاميّة
بعدما تسبّب أنور السادات بالهزيمة لجيشه بعد النصر المدوّي البطوليّ الذي حقّقه
ذلك الجيش العظيم بفعل العبور؛ إذ منع سعد الدين الشاذلي من سحق تسلّل شارون إلى
غربي قناة السويس بهدف تطويق الجيش المصريّ من الخلف؛ وكانت النتيجة أن حاصر شارون
الجيش الثالث المصري ومنع عنه أيّ إمدادات بالأسلحة أو بالتموين؛ ما أجبر من تولّوا
المفاوضات مع الصهاينة، بقيادة الفريق عبد الغني الجمصي، على القبول بالشروط
الصهيونيّة، كي يسمح العدوّ بتموين نصف الجيش المصريّ المحاصر. ثمّ كانت محادثات
كمب ديفيد التي أدّت إلى منع الجيش المصريّ من الدخول إلى سيناء إلاّ بأعداد لا
يمكنها أن تقوم بما يتجاوز الأمن الداخليّ في أحسن الأحوال. واليوم يأتيك من ينظّر
لفضل الصلح مع "إسرائيل"، ويتّهم من لا يعترف بها ومن يمدّ المقاومة
ضدّها بما يمكنّها من القيام بواجب التصدّي للاحتلال والاجرام، ويحمي كيان العدوّ
من الصواريخ اليمنيّة، ويحاصر غزّة نصرة للعدوّ الصهونيّ.
وهكذا فقد تولّت جمهورية جنوب أفريقيا تقديم دعوى ضدّ
"أسرائيل"، ولم تتولّها كبرى الدول العربيّة ولا أخواتها المطبعات،
وطردت البرازيل سفير الكيان الصهونيّ، ولم تفعل ذلك أيّ دولة عربيّة.
لكن إلى متى هذا الحال؟ ألا يخشى الصهاينة العرب من غضبة
الشعوب، بل والجيوش التي يداس شرفها وتُذَلّ؟
أرسلت بواسطة: أدارة الموقع | التاريخ: 20-02-2024 | الوقـت: 09:48:54 صباحا |
|