وكالة بيارق نيوز كتب رئيس التحرير قدوري العامري كثيرا ما نقرأ في كتب التاريخ في جميع بقاع الارض هناك ثورات قامت بها
الامم ولكل ثورة اسبابها واليات قيامها التي تتمثل بالعدة والعدد والمقومات
الفكرية والايدلوجية ويكون الثائرون قد وضعوا منهجا للثورة قبل حدوثها ووضعوا لها
حلولا واستحضارات الى مابعد نجاحها , جميع هذه الثورات تبدأ وتنتهي لتغير حكما
معينا هنا وهناك وبعضها من تفشل وتوؤد في مهدها قبل او اثناء قيامها , يوقف
المؤرخين موضوع لم يلاحظوه في جميع الثورات التي كتبوا عنها .ثورة الحسين عليه السلام ...
عندما نقرا عن اسبابها نجد انها تختلف في كثير من فقراتها تشترك مع الثورات
الاخرى بأشياء وتختلف عنها بكثير منها ,
من اهم الاسباب التي نهض من اجل معالجتها سيدنا وامامنا الحسين عليه السلام هي
اصلاح الانحراف الفكري للدين الاسلامي الذي تغير بعد ان استولى بنوا امية على دفة
الخلافة بدون اي شرعية وساروا بالناس الى طريق مختلف عن النهج الذي رسمه نبي
الخليقة محمد صلى الله عليه واله وسلم , حيث احلوا ما نهى عنه الله على لسان نبيه
وحرموا حلاله , صار الحاكم يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف , حيث احس الامام الحسين
عليه السلام بان المنهج الفكري الذي جاء به بنو امية مختلف كثيرا كان منهجا منحرفا
كثيرا عن التعاليم السماوية , وهذا ما قراناه في خطبة الامام عليه السلام بعيد
خروجه الى العراق حيث قال : ( والله ما خرجت اشرا ولا بطرا ولا مفسدا وانما خرجت
لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله .... ) , لم يكن الامام الحسين طالبا لمغانم
ومكاسب دنيوية وانما كان خارجا مصلحا لدين الله ومعلنا لشرعه من الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر . اما من ناحية الاعداد لهذه الثورة نعم خرج الحسين بآل بيته من
بني عبدالمطلب وبعض من اصحابه في الجزيرة العربية والتحق به بعض الانصار في العراق
, ليس كما يذكر بعض المؤرخين بانه خرج بهذا العدد القليل من الجنود وهذا مغالطة
كبيرة لان الامام الحسين عليه السلام كان على مستوى عال من الادراك والدراية في
امر الحرب وكان على خبرة كبيرة في طرق الاعداد والتعبأة لها , لكن الذي حصل هو التخاذل الذي اصاب الجيش بعد ان اطلق
الاميون افكارا مسموم باستخدام المنافقين الذين نشرهم عبيد الله بن زياد عليه اللعنة
بين صفوف الناس لإثارة الرعب في قلوبهم حيث نشر مقولة فاسدة : ( ايها الناس جائكم
يزيد بجيش جرار وانه اقسم سوف يفعل باهل العراق كما فعل فرعون ببني اسرائي يفتق
حتى بطون الحوامل ) هنا بدات الماساة التي حلت بانصار الحسين الا المخلصين منهم
حيث بدأوا ياخذون من سواد الليل سترا للانسحاب من امامهم وخذلانه في لحظة كان
القضاء على بني امية قاب قوسين او ادنى , لم يبقى مع الامام الحسين عليه السلام
سوى من محص الله قلبه بالايمان , حيث قال عنهم الامام الحسين عليه السلام لاخته
العقيلة زينب : والله لم ارى اوفى من هؤلاء الاصحاب . نعم اوفياء الى درجة الجود بالنفس
من اجل حرمة الاسلام ودافعوا عن امامهم حتى استشهدوا بين يديه اوفوا في زمن قل به
الوفاء ... نعم الحديث طويل عن واقعة الطف .
لو اخذنا النتائج التي حصلت عليها
هذه الثورة , الكثير من المؤرخين يقولون بان الحسين عليه السلام فشل في ثورته
آخذين من استشهاده واصحابه دليلا ماديا لتبرير مقولتهم . لكن التعقل والتفسير
الدقيق لنتائج ثورة الامام الحسين عليه السلام لم تكن ثورة فاشلة من الناحية
الفكرية والانسانية والاجتماعية , فالامام عليه السلام كان على دراية بنتيجة
المعركة وهو على بينة من ان القوم سيخذلونه هذا ما ذكره له رسول الله صلى الله
عليه واله وسلم , لكنه كان منتصرا لان التخطيط البعيد الاجل كان بحسابات الامام
الحسين عليه السلام في غاية الدقة والحكمة
, حيث جعل من الدم الذي نزف في كربلاء مشكاة يسير على نورها الضالون وهداية يهتدي
بها الخلق اجمعين , دمٌ توهج في يوم العاشر من المحرم على ارض كربلاء اشعاعا يمتد
الى الشمس علوا , لااضيف شيءاً فالمنصفون اغنوا بكثير من العبر التي جاءت بها ثورة
الامام عليه السلام , ثورة كانت نتائجها ان علمت البشرية معنى التضحية من اجل
المبادئ السامية والوقوف بوجه الظلم مهما كان شرسا متحدين بطشه وسلطته , اليوم
نلاحظ بوضوح نتائج ثورة الامام الحسين
عليه السلام عندما تجاوزت عصابات افكار بني امية على بلد الحسين عليه السلام , شاهدنا
انصار الحسين عليه السلام جميعا وان تغيرت اسمائهم لكنهم جميعا ترى بينهم حبيب بن
مظاهر الاسدي بشيبته الكريمة وترى بينهم وهب الشاب بعزيمته تخيل الفريقين في يوم
العاشر من المحرم واقرا ماتراه في جبهات القتال اليوم , من شباب هبّوا مستلهمين من
الحسين عليه السلام عزيمةً وضعوا نصب اعينهم الانتصار قبل الاستشهاد الذي كان
متسلهما من ابطال واقعة الطف .... فسلام على الحسين وسلام على ابناء الحسين واخوان
الحسين وانصار الحسين وسلام على الشهداء الذين جعلوا من الحسين عليه السلام نبراسا
لهم ... اللهم انصر حشدنا المقدس في حربه على داهش الارهابي واحشر شهدائنا مع
الحسين عليه السلام .
أرسلت بواسطة: أدارة الموقع | التاريخ: 09-10-2016 | الوقـت: 10:32:27 صباحا |
|