كتب الدكتور عبد الامير الاسدي العميد السابق للعلوم السياسية الجامعة المستنصرية
لا يمكن أن نصف اللقاء الذي جرى بين الرئيسين ترامب وبوتين  سوى بالانتصار الكبير لروسيا، من خلال رموز دالة رافقت القمة، من بينها: 


1- الدعوة للقمة كانت بمبادرة أمريكية وليس بطلب روسي، قيمة هذا الطلب أن أمريكا كانت من أكبر المحرضين على روسيا خلال إدارة بايدن؛
2- القمة جرت في ولاية ألاسكا، هذا المكان له علاقة بالتاريخ الروسي القيصري الذي كان يحكم المنطقة قبل التنازل عنها بمقابل في القرن 18؛
3- القمة غاب عنها الطرف المعني الأول بالحرب وهي أوكرانيا التي اكتفى رئيسها بمتابعة القمة على القنوات الاعلامية؛
4- القمة جعلت من أوروبا التي صرفت 120 مليار دولار في الحرب مجرد جمهور في مباراة، ينتظر أن يتوصل بالنتيجة التي قد تكون في صالحه أو العكس؛
5- القمة انتهت بدعوة بوتين لعقد القمة المقبلة في موسكو، بمعنى أن الحل لأحد أكبر النزاعات سيكون في قلب روسيا وبشروط روسية.
6- القمة عقدت وروسيا تستحوذ على أربع مناطق من الأراضي الأوكرانية، بمعنى أن المنتصر سيفرض قواعده على المنهزم؛
7- لغة الجسد أظهرت حضورا قويا لبوتين على حساب ترامب الذي كان مرتبكا باعتراف الاعلام المقرب منه، فالعادة أن ترامب يكون سيد المشهد لكن هذه المرة لم يكن كذلك، ويكفي المقارنة بين الاستقبال المهين الذي خص به ترامب لزيلينسكي والاستقبال المهيب الذي خص بوتين. 
ماذا نستخلص من القمة؟؟
- الدين الذي تدين به العلاقات الدولية هو القوة والغلبة؛
- عقيدة العلاقات الدولية هي المصالح وليس العواطف؛
- الواقعية هي من يتحكم في القرار وليس المثاليات الفارغة.
2025-08-17 09:42 AM1487