ارتكبت إسرائيل واحدة من أبشع المجازر في 17 تشرين اول 2023 كانت باكورة المجازر على أرض غزة البطلة، حيث استهدفت طائرات العدو الأمريكية النفاثة المستشفى المعمداني في غزة (والذي اصبح اسمه بعد اجتياح لبنان في كانون ثاني 1982 المستشفى الأهلي العربي ، ولهذا الاسم العربي بحث اخر إنشاء الله) ما أدى لاستشهاد أكثر من 500 اغلبيتهم من الاطفال والنساء ومنهم اطباء وممرضات اتخذوا من المستشفى ملجأ آمنا من الغارات “الإسرائيلية”.
في محاولة لترويع اهل غزة بما يعادل بل يفوق مجزرة دير ياسين قبيل النكبة سنة 1948 ، وافهامهم ان كل الغرب هو من يقصف ، ولا عاصم في هذه الدنيا لهم علهم ينزحون .
وفي نظرة سريعة على تاريخ المكان المقصوف يتبين انه مشفى قديم تأسس في القرن التاسع عشر عام 1882 بواسطة الجمعية الارسالية الأنجليكانية البريطانية (CMS)، وفي العام 1954 استلم ادارته المجمع المعمداني الجنوبي من الولايات المتحدة الأمريكية وغيّر اسمه الى المستشفى المعمداني. وبدأت أيضًا في المستشفى كنيسة معمدانية في عام 1959 برعاية المرسل أيد نيكولاس Ed Nicolas ،
وقد تناوب على ادارته مسؤولين انكليز وامريكيين
وبعد اجتياح لبنان في عام 1982 تم تسليمه لإدارة الكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط واصبح اسمه المستشفى الأهلي العربي وهو اسمه الى هذا اليوم .
هكذا اذا ، ومن تاريخ المشفى المعمداني يظهر ان من كان فيه ومن نزح اليه من الواثقين انه آمن بسبب الرعاية الانكليزية الامريكية خاصة وان الادارة المحلية في القدس اعلنت في بيان ،
“لقد لبّينا نداء رئيس أساقفة كانتربيري جاستن ويلبي، الذي ناشد بحماية المرافق الطبية وإلغاء أوامر الإخلاء.. ”
اي ان طلب عدم الأخلاء جاء من الانكليز ،
لكن الفاجعة حصلت ومجزرة مروعة قتل فيها أكثر من 500 من البشر الذين ظنوا ان انكلترا او امريكا تحميهم .
ورأى العالم الصمت المطبق وكيف ان قادة الانكليز وامريكا ما حركوا ساكنا عند قصف قاعدتهم التبشيرية، بل حركوا حاملات الطائرات والمدمرات العملاقة لمحاولة إبادة من لم يرتعب من قصف المشفى وينزح من اهل غزة البطلة .
حسنا ، ان قصف المشفى والكنيسة المعمدانية وقلبها على من فيها يؤكد ان الدعوات الى حروب دينية التي يريدها الغرب وقطعانه في فلسطين والتي سوّق لها البعض علانية تحت ستار الفكر ما هي الا خدعة غربية ليستطيع قادة الغرب السيطرة على شعوبهم كي لا تحركها المشاعر الانسانية وهي مشاعر عالمية لا تختص بدين او شعب ، هذه المشاعر التي لا بد ان تنتفض وتكبح نار المجازر التي كان الغرب يخطط لاخفائها تحت رماد عصبية الحرب الدينية والتي افشلها طوفان غزة الأسطوري ، رغم انف وزير خارجية أمريكا بلينكن الذي حط في تل أبيب بعد الطوفان مباشرة معلنا انه أمريكي يهودي جاء يدافع عن دينه .
لكنه من هول الطوفان كشف نفسه وحشا فاقداً للانسانية فكانت اول مجزرة رهيبة في مشفى كنيسته المعمدانية في غزة .
ان العبرة والدرس الذي دفع ثمنه غاليا مدنيون عزّل في مشفى يرعاه الغرب ، هي ان هؤلاء وحوش لا امان لهم يقتلون من يثق بهم او يحبهم من بلادنا اولا ، نعم من يثق بهم اولا يقتل دون شفقة كما حصل ، لتحقيق اهدافهم في نهب خيرات بلادنا والسيطرة على مواردها وخيراتها ، وعلى المفتون بالغرب او من يثق باي من دول الغرب هذا، ان يعيد حساباته جيدا بعد طوفان غزة قبل ان تتوسع المعارك ويقع الفأس بالرأس ،
فالغرب يسقط ويغيب والحاكم “ساتورن” في الأسطورة الغربية يأكل أولاده في محاولاته الاحتفاظ بالملك .
قال تعالى : ” هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ